بطاقات دعوية

قدر الصلاة
1291 | 10-08-2019
الصلاة خير معين
1719 | 10-08-2019

احصائية الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 1644
بالامس : 2358
لهذا الأسبوع : 4002
لهذا الشهر : 11883
لهذه السنة : 287340
منذ البدء : 4210693
تاريخ بدء الإحصائيات : 12-10-2011

المتواجدين الآن

يتصفح الموقع حالياً  50
تفاصيل المتواجدين

ارسل فتوى عبر "الواتساب"

الإستشارة

على اي اساس تتوزع الارزاق ؟ ليش فيه تفاوت بين البشر ؟

347 | 28-05-2021

السؤال

السلام عليكم :
سؤالي شيخنا ؛
على اي اساس تتوزع الارزاق ؟ ليش فيه تفاوت بين البشر ؟
اذا بتقول السببيه فلنفترض انها متساويه ليش الرزق يختلف من شخص الى اخر ؟
مثال :اسعى بكل ما املك من طاقه ومجهود في دراستي تمام ؟ ولا اصل للهدف الذي أريده في حين ان فيه طالبات غيري لا يملكوون نصف ما املكه وبالمقابل تصل درجاتهم عنان السماء !

اريد افهم لو سمحت ؟!!!

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاه : اعلمي رحمك الله أن الله تعالى هو الرزاق الذي يرزق جميع خلقه كما قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ وأن الأرزاق لكل خلقه مكتوبة ومقسومة وموزعة بالعدل وبالفضل وبالحكمة وهذا الذي أود أن تنتبهي إليه مسألة العدل ومسألة الفضل ومسألة الحكمة في الرزق، فأما كونها مقسومة وموزعة فقد جاء في الحديث الصحيح : قَالَتْ أُمُّ حَبيبَةَ زَوْجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ أَمْتعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَبأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبأَخي مُعَاوْيَةَ، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ سَألْتِ اللَه لآجَالٍ مَضْرُوبَة، وأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شيْئًا عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَّابٍ في النَّارِ أَوْ عَذَابٍ في الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا وأَفْضَلَ)، وأما مسألة العدل فلابد أن تعلمي أن الله تعالى جعل اسبابا مادية لا دخل للإيمان والكفر فيها وإنما على قدر بذل السبب يأتي الرزق ويجب في كل سبب أن يكون فعَّالاً من جهة اختياره سبباً ومن جهة اتقانه فلا يصح أن نعتقد أن الشيء سبب للرزق وهو في الحقيقة ليس كذلك كمن يظن أن شهادة الطب مثلا تسمح له أن يشتغل في النجارة فهذه ليست سببا صحيحا لهذا، وكذلك لا يكفي ان يكون عندنا شهادة طب ونظن أنها تكفي لأان يحبك المرضى ويثقون في براعتك في تخصصك بمجرد أنك تحمل شهادة طب إذ لابد من صقل المهارة والتدرب والتطوير، وهكذا كل أمور الدنيا من اتقن بذل الأسباب المادية رزقه الله على حسب هذه الأسباب وبهذا نفهم كيف كان المسلمون في السابق قد سادوا الدنيا كلها بالتقدم العلمي حين بذلوا الأسباب المادية كما ينبغي فلما قصروا ذهب مجدهم وصعد غيرهم وهذا ما نجده في الغرب وما نلحظه الآن في تقدم الصين على الغرب فالمسألة ليست متعلقة بشيء هنا غير العدل من جد واجتهد أعطاه الله تعالى على قدر جهده وتعبه، وهذه المسألة واضحة عندك فيما يبدو حيث ذكرتي أن مذاكرتك وجدك واجتهادك وبرغم هذا ترين تفوق غيرك ، مع أني لا أوافقك أن غيرك لم يجد ويجتهد فقد يبدو لك ذلك وهنَّ في الحقيقة يبذلن كما تبذلين بل أكثر وأنتي لا تعلمين،أو أنك تظنين أنك تبذلين ما ينبغي وفي الحقيقة أنك لا تفعلي ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي، إذا نخلص من هذا أن العدل في الرزق من جد وتعب رزق على قدر جده وتعبه، من بحث عن الرزق وجده، من بذل السبب كما ينبغي بلغ مراده

نأتي لمسألة الفضل في الرزق : لقد جعل الله تعالى اسبابا أخرى للرزق يغفل عنها كثير من الناس وهي لا تقل أهمية عن الأسباب المادية، وجماع ذلك في قوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) التقوى وما يندرج تحتها ، فعلى قدر التقوى يكون الرزق الذي هو من باب الفضل ، ومن أمثلة ذلك بر الوالدين وصلة الرحم وكثرة الذكر وحمل هم الآخرة والعمل للدين وشكر الله على النعم وغيرها ، فكل هذه الأمور من أتقنها بارك الله له في رزقه وأعطاه أكثر مما يستحق في باب العدل ، ولذلك لا تستغربي حين ترين من تذاكر اقل منك وتوفق أكثر منك فقد يكون بينها وبين الله تعالى عمل لا نعلمه وهو يعلمه ، قد تكون دعوة فقير أو أم أو اب، أو بركة خلق حسن أو عفاف في عرض أو كثرة ذكر أو قيام ليل أو صدقة سر لا يعلمها إلى الله تعالى فعاملها الله تعالى بالفضل ، والمشكلة ان كثيرا من الناس ينظرون لأسباب العدل ولا ينظرون لأسباب الفضل
بقي مسألة حكمة الله في توزيع الأرزاق :
قد يبذل الإنسان أسباب العدل وأسباب الفضل ومع ذلك لا يصل لكل مراده ولكن المستحيل ألا يحصل له لعض مراده، فالله يعطيه بعض ما يرد وبذل له وسعه، ولكن لا يعطيه كل ما يريد، وهنا يأتي أثر الإيمان باسمه الحكيم جل وعلا ، فالله تعالى يعطي كل شيء ما ينفعه ويصلحه، فمن الناس من لا يصلح لحاله إلا الغنى ومنهم من لا يصلح لحاله إلا الفقر ومنهم من لا يصلحله إلا الزواج ومنهم من لا يصلح إلا العزوبية ، وكذلك في الإنجاب والأبناء والبنات والمرض والصحة ووو وكل شيء في حياتنا خاضعة للحكمة وانظري لهذه النصوص وتأمليها تفهمي المراد بمسألة الحكمة في الرزق : عن محمودِ بنِ لَبِيد رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يحمي عبدَه المؤمن الدنيا وهو يحبُّه، كما تحمون مريضَكم الطعامَ والشراب تخافون عليه))؛ [أخرجه أحمد].

والله جل جلاله عندما يحمي عبدَه مِن زهرة الدنيا التي تضرُّه في آخرته؛ فلأنَّه سبحانه وتعالى يُحِبُّه، فعن قتادةَ بنِ النُّعمان رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أحبَّ الله عبدًا، حماه الدنيا؛ كما يَظَلُّ أحدُكم يحمي سقيمَه الماء))؛ [أخرجه الترمذي]. وانظري في مسألة الدعاء ماذا يقول الله تعالى : ( وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا ) قال القرطبي : هو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له : اللهم أهلكه ، ونحوه ). فلو
استجاب الله له لهلك، كذلك قد يدع الإنسان بشيء يظنه خير وهو شر له وهو لا يعلم فلا يستجيب الله تعالى
والخلاصة : من فهم تقسيم الأرزاق بالعدل والفضل والحكمة ارتاحت نفسه وصفي قلبه واحب للناس ما يحب لنفسه وفرح لغيره كما يفرح لنفسه ، والعاقل من يبذل لكل مقام سببه ثم يرضى بما قسم الله تعالى له


والله الموفق

 د. محمد بقنه الشهراني

 موقع ينابيع الدعوة

تصميم وتطوير كنون