بطاقات دعوية

الصلاة
1364 | 10-08-2019
صل بخشوع
1055 | 10-08-2019

احصائية الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 1156
بالامس : 1472
لهذا الأسبوع : 1156
لهذا الشهر : 30529
لهذه السنة : 257440
منذ البدء : 4180778
تاريخ بدء الإحصائيات : 12-10-2011

المتواجدين الآن

يتصفح الموقع حالياً  25
تفاصيل المتواجدين

ارسل فتوى عبر "الواتساب"

الإستشارة

استوقفني أمر فالسيرة ومش عارفه أستوعبه

177 | 06-04-2021

السلام عليكم

أنا استوقفني أمر فالسيرة ومش عارفه أستوعبه
وهو فمعركة بدر لما تواجه المسلمون بالمشركين وخرج فالبداية ثلاثة من المشركين للمبارزة ومن ضمنهم عتبة بن أبي ربيعة وقتل وقتها
وكان ابنه أبو حذيفه في صف المسلمين
مش مستوعبة كيف أبو حذيفة يشوف والده بيقتل أمامه والجموع من حوله تهتف أحد أحد وفرحانه
إزاي قدر يواجه الأمر دا ، وأكيد جرى بداخله صراع نفسي كبير
إزاي تعامل مع الموقف ، مش قادرة أستوعب صراحة
ممكن حضرتك تفيدني ؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن صلة القرابة لا سيما الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة تؤثر في النفوس ولذلك تجدين أن الله يربي أولياءه على أمرين في القرآن :
الأول : احترام هذه العلاقة بل والاهتمام بها فيقرن رضاه برضى الوالدين ويأمر بالإحسان لذوي القربى

الثاني : عند مسألة تقديم الأولويات فإن الله يربي عباده على أنه لا يقدم على طاعته وطاعة رسوله شيء ولا يقدم على حبه وحب رسوله شيء كما جاء في الحديث :( والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)

وحين يكون القريب من أي درجات القرب كان محاربا لدين الإسلام صادا عن الله ورسوله فإن المؤمن هنا لا يتوقف عن التبرُّء منه كما قال الله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)

وقال تعالى ايضا

لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)

وكلما زاد ايمان العبد زاد حبه لمن يحب الله وزاد بغضه لمن يبغض الله كما جاء في الحديث :( اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله )
ولما كان حذيفة وغيره من الصحابة قد بلغ الايمان بهم مبلغا لا يؤثر فيه شيء من العواطف الانسانية ولما ايقنوا بصدق رسول الله وأحبوه اكثر من انفسهم واهليهم حتى إن احدهم يلقي نفسه على رسول الله في غزوة احد ليتلقى السهام في ظهره ولا يصيب النبي شوكة ، بل إن خبيب رضي الله عنه حين اراد المشركون ان يقتلوه يقول له ابو سفيان أتحب أنك في أهلك ومالك ومحمد مكانك ؟ فيقول: والله لا احب اني في اهلي ومالي وان يصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة .
اذا فهمتي هذا
وفهمتي ان الذين قاتلوا رسول الله في تلكم الغزوات كانوا يصدون عن الدين ويتجرأون بالسب لرسول الله
علمتي ان اولئك الصحابة قد بلغ بهم الحب والايمان مبلغا تذوب امامه كل علائق الدنيا

فلا يتأثرون حين يرون الأب أو حتى الأم تقتل او تخرج روحها في سبيل صدهم عن الدين

ومثل هذا يكون في واقعنا فإن الابن والبنت ان رأوا من والدهم ما يسبب تعاسة دنياهم كمن يتسبب في فقرهم او تشردهم حينها يقع في قلب المتضرر لو مات هذا الذي يضر دنيانا كان افضل
بل الوالدين لو ابتلوا بمن يضر دنياهم واولادهم الاخرين من اقرب الناس لتمنى موته ولو مات ما حزن عليه أكثر من ساعات معدودة
هذا وهي امور دنيا
فمابالك بمن يضر الدين ويؤذي الله ورسوله فهذا عند المؤمن اولى بمن تذهب من قلب المتضرر كل رحمة او شفقة

وأسأل الله تعالى ان ينفعنا ويرحمنا ويقوي إيماننا

 د. محمد بقنه الشهراني

 موقع ينابيع الدعوة

تصميم وتطوير كنون